مجلة سيوان

المجلة سيرة حياة متقطعة

تتوالى المجلات الصدور في منطقتنا- سواءً أكانت باللغة الكردية أم العربية – منذ عشرات السنيين؛ منها ما استمرت في عطائها الفكري إلى تاريخه، وأخرى تقطعت بها سبل الاستمرار والديمومة، فانكفأت عن بضعة أعداد، أو عادت بعد مدة بحلّة جديدة، وأقلام عليها رهان الاستمرار والدوام؛ سيوان في عددها الرابع لم تتغير فقط في ملاك انتمائها من إصدارات هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة إلى إصدارات هيئة الثقافة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بل ارتَدتْ معها زيّاً جديداً، بألوان كافة أبنائها، على تنوع ثقافاتهم وانتمائهم، وبأبواب جديدة، تتناسب مع تبويب المجلات الثقافية الفصلية.
سيوان مجلة تُعنى بالفنون والأدب والفكر، نَصّاً ونقداً، ولن تغفل عن تقديم آراء ودراسات سياسية كحالة فكرية وثقافية محضة، بعيداً عن الدعاية السياسية الفجّة؛ وذلك كون السياسة كفعل تشكّل جزءاً حيوياً، ومادة مجتمعية في الحالة الثقافية والحياتية لأغلب فئات المجتمع في الشرق.
السؤال الذي سيرد في بال القارئ الكريم هو ما الذي تمثّله سيوان، هل ستكون جزءاً من حالة ثقافية رسمية مهيمنة وفق أجندات وتوجهات كعادة المطبوعات الحكومية، أم لا؟
لعلّ ما سيتصدر صفحات المجلة هو الفيصل، وهو الردّ الذي لا لبس فيه، إن تنوع المواضيع التي تتناولها المجلة، وترحيبها بالأقلام على مختلف انتماءاتهم الفكرية والثقافية سيخلق حالة ثقافية جديدة، تتجاوز الصور النمطية المعتادة للمجلات الحكومية، وعليه فإن سيوان كمجلة ثقافية فصلية – رسمية-تسعى أن تكون واحة للرأي، والرأي الآخر.
مجلة سيوان ستكون بين يدي القارئ في عددها الرابع؛ باختلاف في الشكل والمضمون، وعلى أن تنفصل في طبعتها باللغة العربية مستقبلاً عن المجلة المطبوعة باللغة الكردية؛ حيث ان الطبعات التي أتت في العدد (صفر، صيف 2018)، وفيما تلاه من الأعداد جمعت بين دفتي غلاف واحد، مجلة تحمل ذات الاسم، ولكن باللغتين العربية والكردية، وبمواد ومواضيع مختلفة عن بعضها البعض، وبإمكاننا القول إن الأعداد الثلاثة الأولى لأي مجلة أو صحيفة تعتبر أعداداً تجريبية؛ فهي الأعداد التي تُعلن المطبوعة عن وجودها، وترسم موقعاً لخطواتها، وفق ما يتاح لها من الظروف الذاتية والموضوعية، وقبل كل شيء يكون متاحا لها آنذاك الاهتداء برأي القارئ.
لم تصدر سيوان بشكل متتالٍ؛ وفق ما خطط له في صيف 2018 كمجلة فصلية ثقافية لأسباب شتى؛ يصعب الإحاطة بها في هذا الكلمة؛ حالها كحال أغلب المطبوعات الإعلامية التي تستدعي متابعتها بدراسات تشخّص بنيتها، وبناءها، لمعرفة الأسباب، والتوصّل إلى نتائج مرضية ترتقي بالحالة الإعلامية عامة.
سيعتبر إصدار العدد الرابع من مجلة سيوان، صيف 2020، خطوة جاهدة، ودافعاً قوياً للارتقاء بالمجلة التي تطمح من خلال أقلام كتّابها أن تنهض بالواقع الثقافي والأدبي في المجتمع، وتترك أثراً معرفياً فيه؛ في زحمة المطبوعات الورقية والالكترونية.

هيئة التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى